Friday 26 June 2009

الفيل وأنا
لم يعد يعرف ماذا يفعل ... أضناه التفكير " حلوة أضناه دى " ....يشحذ بفكره ثم لا يلبث أن يعود المرير ......... ايه ياعم الكلام الغريب ده بصراحة مش هواللى مش عارف يعمل ايه ... ده أنا .... ومش هو اللي أضناه التفكير .... ده يبقى أنا ....ومش عارف ليه كل ما اكتب عن نفسي اكتب بصيغة الضمير الغائب .... بس المرة دى لأ !!!!
زمان كنت باستغرب على الناس اللى كانت تقولك " أنا مخنوق .... حاسس ان في حاجه كاتمة على صدرى هاتاخد أجلى .... مش عارف اعمل ايه .... قرفان ياناس ... واحتمال بعد مايقول هذا الكلام وما هو على شاكلته يخرج صوتا من أنفه يعد أن يسحب الاوكسجين الموجود حوله" أكيد عرفت قصدى ايه " ويتبعها بالكلمة الاعتراضية المشهورة المكونة من ثلاثة أحرف و التى خرج الشعب وهو يقولها بعد خطاب التنحى الشهير عام 67 مرددا بأعلى صوته ؟ ؟ لا تتنحى
كنت دايما أقول لنفسي الناس دى مالها ... وايه اللي هم بيعملوا في نفسهم ... وعلى ايه ده كله .... ماتولع الدنيا باللي فيها بس أهم حاجة مفيش حاجة تعكنن عليا او على مزاجي ..... لكن يبدو إن اللي ايده في المية مش زى اللى ايده في النار ..... وها أنا الان أصبحت في النار.... مش ايدى بس .. لأ ...
كلي بات في الجحيم ..... والاصعب من ده كله انى مش عارف أعبر عن نفسى واعمل الصوت اياه أو حتى اقول الكلمة الاعتراضية المشهورة اياها لانى انسان مؤدب ومحترم وخجول ومش من اخلاقي ان اعمل او اقول الكلام السافل ده ..... شكلك مش مصدق وبتضحك عليا ... بس هى دى الحقيقة بجد ... وهى دى مشكلتى الاساسية في حياتى ... مش الجواز ولا الحب ولا الشغل ولا الوضع السياسي الجامد اللي احنا عايشينه ولا سلوكيات الناس المزيفة شكلا وموضوعا ولا الكليبات البورنو اللي بتتعرض على انها فن ( انا مش ضد البورنو بس المهم يتعمل صح ومش تحت مسمى آخر! ) ولا حتى الشيوخ اللي بيحرقو في دمى كل مابشوفهم في قناة فضائية أو أسمعهم في خطب الجمعة التى لا تثمن ولا تغنى من جوع , كالماء لا طعم لها ولا رائحة وللاسف لا تروى ظمآن ( آخر خطبة سمعتها كان الامام فيها بيحفز الناس على اطلاق اللحية لانها بتضاعف القدرة الجنسية! ) ولا ضغوط الحياة اللي بتطلع للواحد من حيث لا يدرى ولا يعلم ... ولا ... ولا ... ولا
مشكلتى الحقيقية انى مش قادر ... مش قادر اقولها ... ومش قادر اعملها .... لا أخفيك سرا أنى عنما اختلى بنفسي واتاكد من خلو الشقة أبدأ في الحديث مع نفسي " أسخن نفسي " حتى يصل الامر الى ذروته وأهم بقولها وفعلها ولكن دائما ما يقاطعنى شئ ما ... تليفون .... قدوم أحد أفراد الاسرة ... اى شئ يعكنن عليا ويقطع حبل افكارى ويمنعنى من قولها او فعلها !!
تعرف يا كابتن ياللي بتقرا كلامى دلوقتى(كابتن: تمشي مذكر وتمشي مؤنث ) انى أساسا مش قادر أقولها بيني وبين نفسي ..... اللى يضحك انى كان نفسي أقف ف البلكونة وأعملها على مرأى ومسمع من ذلك المجتمع المتخربأ الذي أحيا فيه ..... لكن زى ما قولتلك انى مش قادر أقولها أساسا بيني وبين نفسي.
هى دي باختصار مشكلتى واللى ماحستهاش الا وانا باكتب دلوقتى .... ساعات الواحد لما يقعد يكتب مشاعره وأحاسيسه يوصل للب مشكلته ...
بس تفتكر معايا ان المشكلة في انى مش قادر اقولها او اعملها ولا المشكلة فى الاسباب اللى بتدفعنى وبتولد فيا الرغبة انى اعملها واقولها " أشعر أنك الان على وشك أن تقولها وتعملها بسببى ولو ده حصل يبقى أكيد هاحسدك"
من وجهة نظرى المتواضعة ان نفس الاسباب اللى بتدفعنى علشان أقولها وأعملها موجودة عند ناس كتيير جدا ...... يبقى المشكلة فعلا انى مش قادر
I can’t do it
بصراحة ...... لازم أبقى صريح مع نفسي أكتر من كده ... أنا .... أنا.....مش عارف أقولها ازاى دى ... من وأنا صغير كان دايما في حاجات نفسي أعملها بس ماكنتش باقدر أنفذها .... يعنى الموضوع أكبر من صوت قبيح عايز أعمله او كلمة بذيئة نفسي أقولها.
لما كنت فى المرحلة الابتدائية .... مش فاكر سنة كام بالظبط .... لما كنا بنخرج من المدرسة وتكون في عربية نص نقل معدية كانت العيال تجرى وراها وتتشعبط فيها ..... كانت كل أمنيتى ومنتهى أملى انى اتشعبط زى باقى العيال بس طبعا كان كلام الست والدتى وطبعا تعليمات السيد الوالد كانت بمثابة حجر عثرة أمامى ...... اوعى تتخانق مع حد من زمايلك .... اوعى تلعب في الشارع علشان ماتوسخش هدومك ..... تمسك ايد اخوك الصغير وتيجي على طول .... خللي بالك من العربيات .... الخ .
لا أعلم من أين واتتنى كل هذه الجرأة عندما رأيت سيارة تمر امام باب المدرسة .... تركت يد أخى ونسي عقلي كل التعليمات والاوامر والنواهى والاكثر من ذلك تبخر الخوف بداخلى ولم يتبقى سوى الاصرار والجرأة والشجاعة وكل الكلام الكبير اللي ممكن تسمع عنه في مواقف على هذه الشاكلة ..... كانت من أمتع لحظات حياتي .... شعرت وكأنى طير استطاع ان يتحرر أخيرا من القفص .... لا أعلم كيف اعبر عن هذا الشعور الذي انتابني حينها ...... فليس من السهل أن أصف شعور كهذا بكلمات مهما كانت هذه الكلمات ....كما أن هذا كان منذ زمن طويل ..... ولكن كما قلت فلم تكن أكثر من مجرد لحظات قليلة حيث عاد الوضع على ما كان عليه .... تذكرت فجأة كلام أمى وابى .... تذكرت أخى الذي تركته أمام المدرسة ..... ايه المصيبة اللى أنا هببتها دى؟؟ وبدأت للاسف في التخلى عن هذا الشعورالرائع والذي تبخر اساسا بمجرد تذكرى لتعليمات ابى وامى ..... ولكن ما حدث كان أسوأمما يتوقعه أحد ...فكما ترى كانت هذه هى التجربة الاولى " والاخيرة " في موضوع شعبطة العربيات ولم يكن لدى من الخبرة ما يؤهلنى لاتمام التجربة على الوجه الصحيح ..... بمجرد أن وضعت قدمى على الارض المتحركة من تحتى لقيت الدنيا بتلف بيا وبدأت تضلم معايا ..... لكنى أفقت سريعا على توبيخ من أناس لا أعرفها وشخط وزعيق من شخص أدركت بعدها انه سائق السيارة . أدركت بعد ذلك ما حدث .... مش الدنيا هى اللى كانت بتلف بيا ... ده كان حضرتى اللي كان بيلف وأحمد الله انى ملفتش تحت العجل والا كان زمان حضرتك ماكنتش قاعد بتقرا التدوينة دى " ده اذا كنت لسه ماستحملنى وبتقرا التدوينة اساسا " ..... مشكلتي ماكنتش في الناس اللي بتزعق وبتشخط ....مشكلتى كانت لما اروح ..... هاقول لامى ايه لما تشوفنى وانا كده .... أكيد انت متخيل منظرى بقى عامل ازاى ...... ملابسي لم تعد صالحة للاستخدام مرة أخرى .... وجهى لم يعد وجهى ..... والاهم من ذلك الجرح الذي أصاب يدى نتيجة اصطدامى بالارض والذي ترك بعدها ندبة لازالت موجودة حتى الان .... نعم ... هذه الندبة ليست ظاهرة تماما ولكنى أراها دائما نصب عينى !!!

هل سمعت من قبل حكاية الفيل الذي تعود من صغره على أن يكون مربوطا بسلاسل من حديد .... في بادئ الامر لم يتحمل وجودها وحاول التخلص منها ولكنه لم يستطع ومع مرور الوقت اعتاد وجودها .... وبعد أن أصبح بالغا ولم تعد قدمه مناسبه تم تبديل السلاسل الحديد بأخرى ولكنها كانت من مادة خفيفة كالقماش ومن السهل التحرر منها .... لكن الامر الغريب هو أن الفيل لم يحاول التخلص من هذه القيود الهشة !!!!!!!
إذا علمت لماذا لم يحاول الفيل التحرر فلقد علمت مصيبتى وأزمتى فلست أنا سوى هذا الفيل !!!!

7 comments:

  1. عزيزى السماء / اخير كتبت , لا اسكت الله لك حسا يا سماء
    على فكرة انا قولتها بالنيابة عنك يجى تسع عشر مرات ومستعد اسجلها على شريط كاسيت وتستمع له على رواقه كده والشقه فاضية طبعا
    عزيزى سما الفارق الوحيد الذى يفرق بين الانسانية وغيرها هو القدرة على الحلم والقدرة على التعبير عن الالم
    قولك الاه هو تعبير عن انسانيتك واحساسك بالازمة او بالازمات ان صح التعبير
    قلها يا صديقى ان كان فى قولها تسكين لالمك
    قلها يا صديقى ولا تعبأ بمن ينظر لك على انك غير محترم او مش مؤدب
    قلها قبل ما تنفجر وتغير المرارة زى حالاتى
    بمناسبة المرارة بيقولك الصين نزلت مرارة بلاستيك بضمان سنتين تقدر تشتريها من شارع عبد العزيز وذلك تخفيفا للشعب المصرى اللى اتفقعت مرارته ومش عارف يعيش
    بالنسبة للفيل ومع انى على ثقة انك مش بدين
    هذى هو مازوخية الحياة يا صديقى
    هل شاهدت فيلم سوق المتعة ؟
    تحياتى ومودتى

    ReplyDelete
  2. قرأت اكتر من موضوع فى المدونه بس حبيت ابدى اعجابى بمدونتك قبل استئناف القراءه

    تحياتى
    ياريت تلغى التدقيق الاملائى علشان تسهل التعليقات

    ReplyDelete
  3. موضوع رائع ربنا يخليك للشباب الهسهس

    ReplyDelete
  4. العزيز \ وحيد جهنم
    اوعدك انى هاخد بنصيحتك واول حاجة هاعملها ان شاء الله لما اقولها انى اسجلها على شريط او حتى انزلها على اليو تيوب

    شكرا لمرورك الكريم

    ReplyDelete
  5. الاخ الزميل في اللسعان لاسع افندى
    يسعدنى مرورك على وتشريفك لمدونتى المتواضعة وعلشان خاطر لسعانك انا لغيت التدقيق الاملائى

    انت تؤمر ياجمييييل
    وشكرا لمرورك الكريم

    ReplyDelete
  6. والله كلنا هذا الفيل
    كلنا مقيدين بهذه القيود
    زانا مررت بنفس تجربتك بالظبط
    بس العلامه كانت فى حواجبى
    من الطرفين
    ولازالت موجوده الى الان
    من الشعبطه ورا العربيات
    بس انا نزلت تحت العربيه
    وكنت جنب الشكمان
    وطلع الراجل السواق يعرف والدى
    وهو اللى ودانى البين
    وطبعا كلى دم

    معلش على الـتأخيير
    بس ظروف العمل

    ReplyDelete
  7. الى رامى واصل

    اعلم ياعزيزي اننا جميعا متشابهون
    فنحن نتاج نفس الافكار
    ومررنا جميعا بمواقف متشابهة واحيانا تصل لدرجة التطابق
    المهم هو ان نحاول التخلص من هذه الاغلال
    حتى لا نربط ابنائنا بها وتتكرر نفس المآساة

    شكرا لمرورك واهتمامك

    ReplyDelete