Sunday 12 September 2010

أحلام وشادى

لم يتقابلا قبل ذلك ولن يتقابلا بعد ذلك فكلاهما لا علم له بوجود الاخر وليس من صلة تربطهما معا سوى ان رمال شاطئ المندرة جمعت اسميهما .

كانت الساعة تشير الى السابعة والنصف عندما فتحت عينى التى لم تذق طعم النوم طيلة الليل بسبب البرد القارس وقلة الغطاء في الشقة التى استأجرتها أنا وزملائي أما م شاطئ المندرة ، كانت إجازة نصف العام وقررنا الذهاب الى الاسكندرية لقضاء العطلة هناك لعلمنا انها في هذا الوقت تتسم بالهدوء ، ولم نكن قد أعددنا موضوع السكن قبل سفرنا ولكن اعتمدنا على ان الاسكندرية في هذا الوقت تكون شبه خالية واننا سنحصل على شقة بمجرد وصولنا , بالفعل لم نتعثر كثيرا قبل ان نحصل على هذه الشقة المتميزة فهى تقع في الطابق العاشر وتطل على البحر مباشرة ولكننا لم نضع في الحسبان انها ستكون شبه خالية من الأغطية .
كان الجميع نياما فلم أشأ أن أوقظ أحدا وخرجت الى الشرفة المطلة على البحر ، كان الهواء يلفح وجهى الذي بدأت عضلاته في الارتعاش من شدة البرودة فدخلت وارتديت معطفي الذي جئت به من القاهرة وخرجت مرة اخرى الى الشرفة ، لا أعلم على وجه التحديد ما جذبنى للجلوس في الشرفة في هذا الوقت رغم برودة الجو، ربما كان منظر البحر هو الذي يذكرنى بها دائما ! 
فعندما تجلس أحلام أمام البحر تبدو وكأنها ذهبت الى عالم آخر وكأنها ترى في البحر ملاذها الاخير في رؤية عالم غير الذي تراه وتعيشه في الواقع ، لا أعلم على وجه التحديد ما جذبنى لها عندما رايتها اول مرة في الجامعة ،الا انى شعرت من داخلى انى اعرفها جيدا ، ليست معرفة متعلقة بهذا العالم بل أسبق عليه ! 
ورغم أنه لا فرق بينها وبين أى فتاة اخرى الا انى أصبحت أثيرا لجمالها ، مغرم بكل ما تقوله أوتفعله ، عنما تغيب عنى استحضرها على الفور ،
 فلم يعد من العسير عليا مطلقا أن استحضرها طوال الوقت ، فلقد بت أحفظ عن ظهر قلب ما يدور بعقلها .....كلامها ..... أرائها .... افعالها و ردود أفعالها.... أعلم دلالات ابتساماتها ونظراتها ...... أعلم خائنة عينها وما يخفي صدرها .
كانت المرة الاولى التي تتاح لى الفرصة لارى البحر من هذا العلو ، جلست أتامل غريمى الذي اعتقدت أنه السبب في جلوسى فى هذا الجو القارس لأتذكر من أصبحت في حياتى كالشمس وأنا مجرد كويكب يدور في فلكها ، كيف يذكرنى بها وعقلى وفكرى رطب دائما بذكرها ، هى معى دائما وفى كل وقت ، في الجامعة .... في البيت .... أثناء المذاكرة ... أثناء الراحة ..... حتى هنا .
كيف أعيش دون أن أتنفس عبيرها الذي يقطر من كل كلمة تقولها ومن كل ابتسامة تتشكل على شفتيها ، أن تعطينى القليل من اهتمامها كفيل بأن أسبح بحمدها بقية حياتى ، أن تبتسم في وجهى فهذا هو العيد الذي يجب الاحتفال به ، كل ما تطلبه منى هو فرض يجب تاديته بكل خشوع واتقان ، فإذا كان الله هو خالقى فهى السبب في بقائى حيا حتى الان ، 
 أما لو لا قدر الله أن بان عليها بعض من حزن او تعاسة فهذا هو العذاب الاليم!
وقفت من مكانى واقتربت من سور الشرفة فإذ بى أرى ذلك المشهد الذي لم أتخيل أن أراه في مثل هذا الوقت وفي مثل هذا الطقس .

لم أستطع أن أتبين ملامحها جيدا ، فأنا في الطابق العاشر ، الا انها كانت تبدو فتاة في بداية عقدها الثالث ترتدى جاكت وبنطلون جينس ، جلست على الرمال ترسم أو تكتب شيئا معينا لم أتبينه في بادئ الامر حيث كانت تغطيه بجسدها ، ظللت اتأملها حتى انتهت ووقفت ورجعت خطوتين للخلف وكأنها تتأكد من دقة ما كانت تقوم به . كان القلب مرسوما بدقة متناهية والاسم مكتوب داخل القلب بشكل ملفت وغريب وكانها أرادت أن تقول لنفسها بأن صاحب الاسم احتوى على كامل قلبها ، فكان اسم شادي مكتوبا بطريقة جعلته يملأ كامل الفراغ داخل القلب . ظلت الفتاة واقفة تتأمل ما صنعته .

نظرت ناحية الفتاة وقلبها التى رسمته متسائلا عن شادى الذي استحوذ على قلبها ، هل يشعر بما تشعر به هذه الفتاة ؟ ؟ هل يحبها كما تحبه أم أنها فقط هى التى تتعذب مثلما أتعذب ! هل يستحق كل هذا الحب ؟هل تنتظر هى منه أن يبادلها هذا الحب ؟ أم أن أسمى درجات الحب هو العطاء دون انتظار مقابل ؟؟!!!

كانت الساعة تشير الى التاسعة عندما بدأ أصدقائي في الاستيقاظ والخروج الى الشرفة ،كان المشهد لفت انتباههم لدرجة ان جذبنى أحدهم لارى قلبين كبيرين تم رسمهما على الشاطئ ومكتوب داخل أحدهما اسم شادى والاخر اسم احلام .
علق زملائي على المشهد مختلفين فيما بينهم اذا ما كان من فعل هذا شاب تذكر حبيبته ام فتاة تذكرت حبيبها الا ان احدهم لاحظ اختلاف القلبين والخط داخلهما واكد انهما لابد كانا معا يرسم كل منهما قلبه بطريقته واحساسه ثم نظر لى منتظرا تعليقى ، فما كان منى الا ان ابتسمت واخبرتهم انى ذاهب لاعداد الفطور . 

تمت
 





   





1 comment:

  1. ايه ده يابرنس الليالي يعني انت استغفلتنا ونزلت كتبت احلام علي الرمل واحنا نايمين
    قصه حلوه بس طه بيقولك اسم احلام ده قديم اوي
    ضياء

    ReplyDelete