Tuesday 16 September 2008

سر الايات الشيطانية
عام 1988 خرج العالم الاسلامي كله( كعادته لان ده أخره ) ليندد ويشجب ويستنكر ويطالب برأس المدعوا " سلمان رشدي" الاديب الانجليزي والهندي الاصل مؤلف رواية "آيات شيطانية " بزعم ان تلك الرواية ضمن خطة غربية تهدف الى تدمير الاسلام , وقد أصدر الامام الخميني ساعتها فتوى اهدار دم المؤلف والناشر وكل من له علاقة بتلك الرواية , الغريب في الامر ان المسلمين الذين ثاروا على تلك الرواية لم يقرأها احد منهم ولم ير حتى غلافها من
بعيد لبعيد , ولم تفلح تلك الهبة الاسلامية في قتل الرجل او المرور بأستيكة
على آياته الشيطانية
وتمر الايام والشهور والسنين وبعد حوالي عقدين من الزمان يتكرر المشهد مرة اخرى عندما انتفض المسلمين للمفاجأة التي حدثت في لندن حيث قامت ملكة انجلترا بمنح سلمان رشدي لقب " سير" وللمرة الثانية على التوالي يأخذ العالم الاسلامي كله على " قفاه " وكما حدث وقت ظهور الرواية حدث الان مع الانتفاضة الثانية لها حيث أعلن وزير الخارجية البريطاني " جون ريد" ان بلاده لن تقدم اعتذارات عن منح الملكة اليزابيث الثانية سلمان رشدي لقب " سير "
بالبلدي يعني : اخبطو دماغكو في الحيط .
والسؤال الذي يلح على هو : هل هذه الرواية التي لا يعلم جيل كامل عنها اى شئ تمثل خطرا على الاسلام والمسلمين ؟ لا اعتقد , فالاسلام اكبر واقوى من ان تمسه رواية او اى شئ آخر , ولكنى اعتقد ان المشكلة في المسلمين انفسهم !
وحتى لا اطيل عليكم فسأذكر لكم ملخص الرواية المتداول على بعض المنتديات والمواقع والذي لا يتعدى كونه حدوتة صغيرة تقول
" الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية هما صلاح الدين جمجمة الهندي الاصل والذي عاش منذ صغره في المملكة المتحدة وانسجم مع المجتمع الغربي وتنكر لاصوله الهندية , وجبرائيل فريشته وهو متخصص بالأفلام الدينية وقد فقد ايمانه بالدين بعد اصابته بمرض خطير حيث لم تنفعه دعواته . جلس الاثنان على مقعدين متجاورين في الطائرة المتجهة من بومبى الى لندن ولكن الطائرة تنفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة واثناء سقوط هذين الشخصين يحصل تغييرات في هيئتهم فيتحول صلاح الدين جمجمة الى مخلوق يشبه الشيطان وجبرائيل فريشته الى مخلوق يشبه الملاك . في احد احلام جبرائيل يرجع بنا الكاتب الى فترة صلح الحديبية ويبدأ فصل من الرواية بعنوان ماهوند ( وهذا الفصل من الرواية هو السبب الرئيسي في تلك الضجة التي تمتعت بها الرواية التي وصفها النقاد بانها رواية تافهة ومهلهلة وغير متماسكة وضعيفة ادبيا ولولا ثورة المسلمين لكان مكانها الطبيعي هو ارصفة شوارع اوربا لتنضم الى سيل طويل من الاعمال الادبية التي تطاول على الاديان السماوية ) وماهوند هو اسم استعمل في القرون الوسطى من قبل المسيحيين المتطرفين لوصف الرسول محمد " ص" . والحبكة الرئيسية في هذا الفصل تستند الى رواية ذكرت في سيرة الرسول "ص" لابن اسحاق وفيها يذكر بن اسحاق ان الرسول واثناء نزول سورة النجم عليه همس له الشيطان بهذه الكلمات ( تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ) والايات المقصودة هنا هى الايات 18 , 19 من سورة النجم التي تنص على ( أفرايتم الات والعزى , ومناة الثالثة الاخرى , الكم الذكر وله الانثى ) وحسب الرواية فان هذا يعني انه تم ذكر تلك الاصنام بخيرفي القرآن وفي هذا اشارة الى ان الرسول حاول بطريقة او باخرى تقليل معاداة اهل مكة لدعوته وكف الاذى عن اتباعه بذكر آلهة مكة بخير حيث يزعم البعض ان بعد هذه الحادثة ساد الوئام بين الرسول ومعارضيه السابقين من اهل مكة "
هذا هو المنشور عن الرواية مع الوضع في الاعتبار أن رواية بن إسحاق هذه مشكوك بها وهناك إجماع مطلق بين علماء المسلمين على عدم صحتها .

No comments:

Post a Comment