Tuesday 16 September 2008

أحلام مـراهـق
كان اليوم الاول من العام الدراسي الجديد , وهاهو هشام اصبح في الصف الاول الثانوي . خرج هشام من المدرسة مع صديقه الجديد حسام الساعة الواحدة ظهرا في اول ايامهما بتلك المرحلة الهامة ثم دار هذا الحوار:
حسام : هاتعمل ايه دلوقتي؟
هشام : هاروح بيتنا
حسام : تبقى مغفل لو عملت كده
هشام " متعجبا" : مغفل !!! ليه؟
حسام : انهارده اول يوم والطبيعي اننا نروح على طول والميعاد اللي هانوصل فيه البيت هايكون ميعاد خروجنا من المدرسة يبقى المفروض نعمل ايه ؟
هشام : مش عارف
حسام: نروح البيت ع الساعة 3 علشان يعرفو ان ميعاد خروجنا الطبيعي الساعة 3 وكده يكون معانا ساعتين كل يوم نعمل فيهم اللى نفسنا فيه
هشام : يابن الجنية !!! ده ابليس جانبك ولا حاجة
بس هانعمل ايه في الساعتين ؟؟
حسام : نروح عندي البيت ... اصل مفيش حد موجود في الوقت ده ... ابويا وامي في الشغل واختي الكبيرة في الجامعة
هشام : وهانعمل ايه في بيتكو ؟
حسام : هانتفرج على فيلم جامد جدا ع الكمبيوتر!!!
**************************************************
ذهب الاثنان الى شقة حسام وبدأ هشام في مشاهدة الفيلم وبعد حوالى 10 دقائق بدات علامات الاندهاش والتعجب ترتسم على وجه هشام ولكنه لم يحرك ساكنا وظل يشاهد ويشاهد ولا يصدق ما يراه , لقد كان يعتقد ان "قلة الادب" تنحصر في صور الفنانات التى تنشر في المجلات التى تباع على الارصفة , ولم يعتقد ان الامر قد يصل الى هذا الحد ( لا داعي ان اصرح للقارئ ماذا كان يشاهد هشام فهو بالطبع لم يكن يشاهد فيلم الشيماء او فجر الاسلام)
عاد هشام الى منزله الساعة 3 , وكالعادة وجد والديه في شجارهما الدائم والمستمر والذي لا يعلم له سببا ولكن الله وحده يعلم والازواج ايضا !! لم يهتم احد من الوالدين بعودة هشام من اول ايامه في مدرسته الثانوية ولم يكلف احدهما نفسه مشقة السؤال عن احوال هشام وعن اصدقائه الجدد .
وبعد ان انفرد هشام بنفسه في غرفته بدأ التفكير فيما رآه وبدأت علامات الاستفهام تتكون داخل رأسه , ولم يجد أى إجابات فهو يعيش في مجتمع يعتبر ان الوسيلة التى اوجدها الله عزوجل ليستخدمها البشر في التناسل وتعمير الارض ما هى الا قلة ادب ولا يجوز التحدث في هذا الامر من قريب او بعيد ومن يتجرأ ويتحدث في هذا الامر فانه بذلك قد خرج وتطاول على المنظومة التى وضعها المجتمع والتى لا اساس لها في الدين ولا تتوافق مع العقل ولكنها منظومة وضعها المجتمع بعد ان جعل من نفسه الـــها وجعل له دينا جديدا أسماه "العادات والتقاليد" وتجاهل بقصد او بدون قصد تعاليم الاسلام الذي اباح التحدث والسؤال في هذالامر , بل اكثر من ذلك فان القران " كلام الله" اطهر ما يمكن ان يوجد في هذا الكون الذي لا يعلم له احد بداية من نهاية ومن بعده كلام الرسول "ص" تحدثا وبلا حرج في هذا الامر .
كانت الاسئلة تتزاحم في رأس هشام ولكن توقفت كل جوارحه عندما تذكر ابيه وامه وتسائل : هل يفعلان ذلك ايضا ؟؟!! ولكن كيف يتشاجران ويفعلان ذلك؟!! فهو امر لايمكن حدوثه بين اثنين يعيشان في شجار دائم ... أم ان هذا هو سبب الشجار!!
***************************************************
لم يجد هشام من يبين له الصواب من الخطأ ولم يجد من ينقذه من الشَََرك ... واعتاد مشاهدة تلك الافلام فكان يشاهدها سرا مع صديقه حسام , ومن الطبيعي ان تجلب العادات السيئة والسرية بعضها البعض !
كان بعد ان يشاهد تلك الافلام يختلى بنفسه ويتخيل نفسه في أحلامه مع اى فتاة يعرفها او رآها من قبل .
لم تسَلم اى فتاة من احلامه سواء كانت من اقاربه او معارف والديه , وكما هو المعتاد ان تحتل بنت الجيران مكانة كبيرة في احلام المراهقين ...كان هشام يحلم بها كثيرا ولكنه لم يكن مراهقا عاديا فكان يحلم ببنت الجيران وأمها التي لم تكن تقل جمالا عن بنتها ( لاداعي أن ابين للقارئ كيف كان يحلم هشام فهو بالطبع لا يحلم بأنه يصلي كإمام ومن خلفه تصلى كل هؤلا النساء) .
تركزت احلام هشام على أبله "حنان " مدرسة اللغة الانجليزية فهى امراة جميلة وذو شخصية جذابة وكان من الطبيعى ان يحلم بها مراهق مثل هشام رغم علمه انها متزوجة ولكنه لم يرى زوجها من قبل وعموما فهو يرى ان هذا لا يؤثر , فهو يحلم بها فقط ولا ضرر من الاحلام!!
لم تكن الاحلام فقط هى ما يشغل تفكير هشام , ولكنه كان يقف امام اخته متحيرا شاردا بفكره , كانت اكبر منه بحوالى عامين , وكان دائما يسأل نفسه : هل تشعر اختي تجاه الاولاد كما اشعر انا تجاه البنات والنساء ؟ هل تحلم اختى بالاولاد كما احلم انا بالبنات ؟
كان يشعر بالاشمئزاز من نفسه بمجرد ان تأتيه هذه الافكار وكان دائما يتهرب من اجابتها ويطردها بسرعة ويشغل نفسه بالتفكير في اى شئ اخر او حلم اخر , ولكنه ذات مرة ناقش الامر مع صديقه حسام
هشام : تعمل ايه ياحسام لو عرفت ان اختك بتتفرج على الافلام اياها ؟
حسام " بانفعال شديد " : كنت اكسر رقبتها
هشام : وانت ليه رقبتك محدش كسرها ؟
حسام : لان مفيش حد يعرف انى بتفرج على الحاجات دى , وبفرض ان حد عرف .... انا راجل ..واعمل اللى انا عايزو
هشام : ليه ؟ هى الافلام دي حلال للولاد وحرام على البنات ؟؟
لم يعرف حسام كيف يرد على صديقه هشام , فهو يعلم ان هذه الاشياء حرام سواء للولاد او البنات
***************************************************
زادت المشاكل بين والدى هشام حتى تم الانفصال , ولكن السبب هذه المرة كان معروفا للجميع . فلقد اكتشفت الزوجة ان زوجها تزوج من امراة غيرها ...لهذا كان الطلاق . ذهب هشام ليعيش مع ابيه وزوجته الجديدة بينما عاشت
الفتاة " اخت هشام " مع امها .
كانت الصدمة والمفاجاة الكبرى لهشام عندما علم ان زوجة ابيه هى ابله حنان , التى طالما زارته في احلامه وكانت بمثابة البطلة ونجمة الشباك الاول في احلامه
, الان ستعيش معه في نفس المنزل وبالطبع سترافقه في ذهايه وايابه من المدرسة , وهكذا ...لم تعد هناك ضرورة لافلام حسام حيث ترك هشام مقاعد المتفرجين ونزل ارض الملعب ليثبت جدارته بعد ان ظل فترة طويله يحلم باللعب .. هاهو الان يقوم بتحويل الاحلام الى حقيقة !!!!
***************************************************
مر عام على هشام دون اى احلام .... حيث لا فائدة منها طالما ان ما كان يحلم به اصبح واقعا .... ولكنه ظل يشاهد الافلام مع صديقه حسام حتى ظهر الاستاذ فاروق , مدرس الدين , والذي كان قد تغيب عام كامل من المدرسة بسبب اصابته في حادثة مروعة سافر على اثرها للخارج ليكمل علاجه ..... ولولا ذلك لكان قابل هشام في بداية العام الاول وتغير كل شئ في حياة هشام .
كان الاستاذ فاروق مربى فاضل وذو شخصية قيادية وقدوة صالحة يفتقدها الشباب امثال هشام . وجد هشام في الاستاذ فاروق ما لم يكن موجودا في والده الذي كان غارقا في المشاكل مع امه والملذات مع ابله حنان , وفي نفس الوقت شعر استاذ فاروق بمشكلة هشام وانه في حاجة الى من يرشده ويخلصه مما هو فيه .
وبدأت عملية الاصلاح , التي قام بها استاذ فاروق , بشغل وقت هشام بعمل مفيد بدلا من اضاعته في الاحلام , عرف هشام الطريق الى المسجد وعرف كيف يقرأ القران ويتدبر معانيه , كما ساعده استاذ فاروق على تنمية مواهبه خاصة في مجال الرسم . ولم ينس ايضا مذاكرته فهو لازال في اول الطريق ... لقد تغير هشام واصبح شخصا اخر
***************************************************
في احد الايام , قام استاذ فاروق بدعوة هشام لتناول الغذاء في منزله وعندما وصل هشام كانت ابنة الاستاذ هى من فتحت له الباب واستقبلته , كانت ملاكا ... هكذا رآها هشام . جلس هشام معها قليلا حتى جاء والدها وجلسو سويا ليتحدثو في شتى الامور ..... دين ..... التعليم والمدرسة ..... الفنون.... المسلسلات .....المستقبل ....
دخلت زوجة الاستاذ فاروق عليهم والتي لم تكن اقل جمالا من ابنتها بل لك ان تقول انها المصدر الاساسي لجمال ابنتها . رحبت بهشام واخبرتهم انه تم تجهيز الطعام
جلس الاربعة لتناول الطعام وشعر هشام بما لم بشعر به من قبل , فكانت اول مرة يشعر فيها بروح الاسرة , كانت المرة الاولى التى يجلس فيها هشام لتناول الطعام في هذا الجوالأسرى الملئ بالحنان والامان .... لقد كانت بالفعل اسرة حقيقية .
كان الوقت ممتعا للجميع , لذلك كان من الطبيعي ان يمر بسرعة .
عندما وصل هشام منزله , اختلى بنفسه وبدأ يحلم بــ ...................
تمت


No comments:

Post a Comment