Friday 30 January 2009

الغزو الوهابي 2
بالتأكيد ستغضب ويحمر وجهك وتثور وتلعن اليوم الذي وصلت فيه لتلك المدونة عندما أقول لك وبكل صراحة أن من أسباب ظاهرة التحرش المنتشرة في شوارع القاهرة هم الشيخ " محمد حسين يعقوب , الشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ مسعد أنور " وغيرهم من رموز المذهب المتعفن المسمى بالوهابية !!!

النساء فتنة , ضحكتها فتنة , شعرها فتنة , نظرتها فتنة , ملابسها فتنة , وصدق الرسول "ص" حين قال " كاسيات عاريات" . أخوة الايمان يقول الله تعالى في كتابه الكريم " وقرن في بيوتكن " فالمرأة لا تخرج من يتها إلا للضرورة القسوى , وإذا خرجت فعليها ارتداء النقاب حتى لا تفتن الرجال والشباب , هكذا أراد الله لأمته ولن يكتب لنا الله السلامة الا عندما نلتزم بما فرضه علينا قال تعالى " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
كيف يصون الشاب نفسه وسط هذا الكم الهائل من الاجساد العارية والضحكات الفاجرة والنظرات الداعرة , اللهم احفظ شباب المسلمين واستر عورات بنات المسلمين .

هذا موجز بسيط لافكار يتم الترويج لها عبر الفضائيات وغيرها من وسائل الاعلام ومن قبلها الشرائط التي تباع على الارصفة أو أمام المساجد خاصة بعد صلاة الجمعة , وإذا أردت المزيد فعليك بسماع العمائم السالف ذكرهم في المقدمة .

وبالتأكيد أنت تسأل نفسك الان ما علاقة هذا الكلام بالتحرش الجنسي في شوارع القاهرة؟ وحتى لا أطيل عليك سأشرح لك وجهة نظري .
بداية لنتفق أن أى شاب أو رجل طبيعي لابد وانه يشتهى النساء لانها غريزة وميل طبيعي تجاه الجنس الاخر ولكن ما لم يستطع المصريون أن يفهموه هو كيفية التفريق بين التعامل والنظر للمرأة باعتبارها كائنا انسانيا وبين كونها " جسد " يمثل الشهوة واللذة ومصدر للغواية!!
فالمرأة كائنا انسانيا حدث أنه أنثى , كما أن الرجل كائنا انسانيا حدث أنه ذكر , وعلى هذا الاساس فهما متساويان تماما فلكل منهما نفس القدرات والطاقات الانسانية ومن ثم فإنه يتم التعامل مع المرأة باعتبارها الانساني وليس من منطلق انها جسد يُشتهى مضاجعته . لذلك عنما يتعامل الرجل مع زميلته أو تلميذته أو أستاذته أو جارته فهو يعاملها من منطلق إنساني وليس من منطلق أنها جسد أو أداة للمتعة . وبهذا المنظور المتحضر " الغير مخالف لتعاليم الاسلام " سيكون هناك مجالا واسعا للتعامل الانساني المحترم وسيكف المصريون عن التحرش بالنساء في الشوارع . وبالمناسبة كان هذا هو الفكر السائد في مصر حتى سبعينات القرن الماضي لذلك كانت المرأة المصرية رائدة النساء في العالم العربي , فكانت أول من تعلمت وأول من دخلت البرلمان " قبل تحويله الى برطمان " وأول من شغلت وظيفة وزيرة بين نساء العرب .

ولكن للأسف الاسيف فمنذ بداية الثمانينات تعرضت مصر لموجه عاتية من الفكر الوهابي تم استيراده من مجتمعات بدوية صحراوية كانت مصر متقدمة عنها بشوط كبير في كل المجالات الانسانية , وبدلا من أن نساعد هذه المجتمعات على التقدم الانساني أصابتنا عدوى أفكارها المتخلفة .
وكما أوضحت سابقا ( في الفقرة الملونة بالاسود في بداية التدوينة)" ,فالفكر الوهابي ينظر للمرأة باعتبارها جسدا أولا وأخيرا وأكثر مايشغلهم هو تغطية هذ الجسد , كما انها تعتبر المراة كائنا بلا ارادة اخلاقية , فلابد أن يصحبها رجل من اهلها ليحميها من الاخرين ومن نفسها . ومن هنا كانت المشكلة الاساسية , حيث أن اعتبار المرأة جسدا ومصدرا للشهوة وأداة للمتعة دفعت الى التحرش بها في اول فرصة يأمن فيها المتحرش من العقاب . أضف الى ذلك تلك النظرة التى ترى أن اى فتاة لا ترتدي حجابا او تخرج وحدها او تتواجد في شارع مزدحم ماهى الا ساقطة فاجرة تريد من الشباب أن يتحرشو بها جنسيا !!!
لذلك كان من الطبيعي أن نرى مثل تلك الظاهرة تنتشر بشكل غريب وسط أناس ترسخت في وجدانهم مثل تلك النظرة المتخلفة المهوسة في الواقع بجسد المرأة وإن دعت الى تغطيته وتظاهرت بالتقوى .

ان مثل تلك النظرة المتخلفة للمراة تثير بعض التساؤلات حول تلك العلاقة الشائكة بين الرجل والمرأة , واذا ما كان الجنس هو الرابط الوحيد بين الرجل والمراة ام ان هناك روابط اقوى واهم من تلك النظرة الجنسية . واذا كانت المراة فتنة للرجل فهل من الممكن ان يكون الرجل فتنة للنساء ويجب عليه هو الاخر ان يتوارى عن انظار النساء حتى لا يقعن في الشَرك. واذا كانت النظرة الوهابية للمراة تقتصر على كونها اداة جنسية فلماذا لا يتحدثون عن الجنس باعتباره شأنا من شؤون الحياة , وهم دائما ما يتحدثون ويقولون ويؤكدون ان الاسلام لم يترك شيئا من شؤون الحياة الا وتحدث واستفاض فيها لان الاسلام دين حياة , أم ان الاسلام لم يتناول هذا الموضوع وأهمل ذلك الشق الحياتي الهام ؟؟؟!!

يتبع

4 comments:

  1. في انتظار الجزء الثاني

    وأنا معك في أن الشيوخ هادول مسؤولين نوعا ما عن "تخريب" أفكارنا عن الدين وعن الحياة

    على فكرةأنا محجبة ولا يخلو الأمر من المعاكسات مع أنني أظن أن التحرش في الأردن أخف بكثير

    ReplyDelete
  2. العزيز السماء المجنونة / تحياتى لك فى الحقيقة اهنيك اولا على طرحك الجرىء فى تدوينتك والتى تفتح ابوابا طالما تعالمنا معها على انها تابوهات او خطوط حمراء نمر عليها مرور الكرام بلا تفكر ولا تدبر .
    وثانيا يا صديقى انك فى طرحك السابق اشرت الى النظرة الدونية التى يرى بها المتأسلمون الجدد من اصحاب العمائم ذوى الفكر الصحرواى للمرأة .ولعل اقسى ما رأيت من اراء فى موضوع المرأة هو حديث يستند اليه سلفيو القرن الواحد والعشرين نصه ( انهن ناقصات عقل ودين ) فنفو عن المرأة صفتين : الدين استنادا على نقصان فترة صيامها وصلاتها فى فترة الدورة الشهرية والثانى صفة العقل والمقصود هنا الحكمة .فأذا تقبلنا النفى الاول وهو الدين فان النفى الثانى لا يحتمل على اى منطق معقلن فالقول بان المرأة اقل من الرجل فى قدراتها العقلية هو قول تعسفى بحت . والواقع يشير لغير ذلك فان رئيسة المكتب الخامس البريطانى ( المخابرات البريطانية ) كانت تستطيع ان تعالج اكثر من خمس مشكلات فى ان واحد وهذا معروف عنها . ثم هل يعقل مثلا ان تلغى شهادة دكتورة جامعة تحصل على اعلى الشهادات الجامعية وارقها مثلا امام شهادة بواب عمارتها وتعتبر شهادتها نصف شهادته . ان المنطق الذى يحكم الامور هنا هو منطق الدونية السرف وهو ما تعززه قيم البداوة والصحراء .
    تحياتى لك
    وحيد جهنم

    ReplyDelete
  3. العزيزة مياسي
    تحياتي لك ولمرورك الكريم
    واحب ان اوضح لك ان موضوع التحرش له ابعاد كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية ولكن هؤلاء المشايخ لهم التأثير الاكبر حيث انهم المسؤلين الحقيقيين عن تغيير افكار المصريين عن الدين وعن الحياة بشكل عام .
    اما بالنسبة للتحرش في مصر فما عليك سوى مراجعة الجرائد المصرية للعام 2008 لتعلمى ان التحرش اصبح من المظاهر اليومية في الشوارع المصرية بالاضافة الى انه اصبح سلوكا جماعيا وليس فرديا !!!

    ReplyDelete
  4. الصديق العزيز وحيد جهنم , تحياتي لك ولمرورك الكريم
    "ان المنطق الذى يحكم الامور هنا هو منطق الدونية السرف وهو ما تعززه قيم البداوة والصحراء"
    تماما ياصديقى ما قلته هو عين الحقيقة ولو ان هؤلاء العمائم اعملو عقلهم قليلا لعلمو انهم يؤولون النص بالشكل الذي يعزز فكرهم المتخلف ولطالما وددت لو سالت احدهم بانسبة لنقصان الدين عند المرأة بسبب ما يقولون " موضوع الدورة الشهرية الذي ذكرته " ما الحكم لو ان المرأة صامت أو أدت صلاتها في تلك الفترة ؟ اليس ذلك حراما وتصبح آثمة , اما لو امتثلت لما امرها به الدين وهو الامتناع عن العبادات في تلك الفترة فهى بذلك تطيع امر الله , فكيف تطيع امر الله وينقص دينها !!!
    اما بالنسبة للعقل , فالذي اعلمه واعتقد انه موثق علميا ان العقل ليس عضوا جنسيا وبالتالى فان عقل الرجل مساو لعقل المراة في الحكمة والتفكير ولو رجعو قليلا الى السيرة النبوية لعلمو ان الرسول "ص" كان يستشير زوجاته ( - حين كانت حادثة صلح الحديبية وقد وقع النبي - صلي الله عليه وسلم - كتاب الصلح مع الكفار (وكان معظم صحابته يعارضون توقيع الصلح). قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لأصحابه: قوموا فانحروا، ثم احلقوا، فما قام منهم رجل حتي قال النبي - صلي الله عليه وسلم - لك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل علي زوجه أم سلمه فذكر لها ما لقي من الناس؛ فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك! اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتي تنحر بدنك وتدعو حالقك (الحلاق) فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتي فعل ذلك، نحر بدنه، دعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا.. (رواه البخاري). أليس في مشورة هذه الأم الجليلة ذكاء وفطنة شارت بها علي النبي - صلي الله عليه وسلم - فاستمع واستجاب فاستجاب له صحابته
    الذين كانوا للحظات سابقة متبرمين رافضين

    كيف يستشير الرسول "ص" من هى ناقصة عقل ودين بل ويأخذ بنصيحتها والاغرب ان تؤتى النصيحة ثمارها .
    تحياتى

    ReplyDelete